المصدر :جريدة الجمهورية 4/3/2018
كتبت – ريهام عبد الحميد وفاتن محمود
تسهيلات لدمج متحدي الإعاقة في طرق التدريس والمناهج والامتحانات
مشاركة جادة في الأنشطة الترفيهية والرياضية.. وتجهيزات خاصة بالمكتبات
أعلن الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي اهتمامه بطلاب الدمج ومتحدي الإعاقة وطالب بدمجهم في الجامعات المصرية وتخصيص عام 2018 لمتحدي الإعاقة ووضع حلول لتنفيذ وتعميق فكرة دمج الطلاب متحدي الإعاقة بالجامعات المصرية.
أعلن الأساتذة وخبراء الطب النفسي والتربوي ترحيبهم بفكرة دمج الطلاب متحدي الإعاقة بالجامعات المصرية واستجابتهم لدعوة القيادة السياسية وضرورة توفير عديد من التسهيلات الدراسية لهم.
قال الدكتور ماجد نجم رئيس جامعة حلوان إن فكرة دمج الطلاب متحدي الإعاقة بالجامعات المصرية فكرة رائعة وممتازة خاصة بعد تخصيص عام 2018 لمتحدي الإعاقة ونحن بالفعل بدأنا باتخاذ خطوات تنفيذ الفكرة بوضع قواعد خاصة للتدريس لهم ووضع قواعد تسهيلية لهم في الدراسة والمناهج وطرق الامتحانات فهذا العام عام حسم للإعاقة ورؤية الوزير بفتح أبواب الجامعات المصرية للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة وطلاب الدمج هي رؤية ممتازة وهذا العام بالفعل طلاب الدمج موجودين معنا بالكلية.
وبدأنا تقديم التسهيلات الخاصة بهم في الدراسة من حيث وضع طرق معينة للامتحانات والكتب والتدريس والتصحيح للتسهيل عليهم وبالفعل تم تطبيق التصحيح الإلكتروني ووضع نوعية معينة من الأسئلة لهم تسهل عليهم الإجابة وتخفف من الجهد الذي يبذلونه في الإجابة.
أضاف أن جامعة حلوان أولي الجامعات التي رحبت بالفكرة وبدأت في تنفيذها الأسبوع الماضي وهو أسبوع شباب متحدي الإعاقة الذي عقد بجامعة المنيا والطلاب يشاركون فيه بجميع الأنشطة من كرة قدم للمكفوفين وهي لها طرق معينة وأنشطة رياضية مختلفة وثقافية وترفيهية ونحن حالياً بالفعل نقبل الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة والدمج ببعض الكليات وجاري دراسة تعميم قبولهم في كل الكليات بناء علي بعض القواعد.
أكد الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج بكلية التربية أن التربية الخاصة من الاتجاهات الحديثة التي تهتم بها الدولة التي تعلن اهتمامها بدمج المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة مع الطلاب العاديين في الجامعات المصرية وذلك لأن فصيلهم يصيبهم مشاكل صحية ونفسية ودمجهم يساعد علي تعاملهم مع الطلاب العاديين والتعلم منهم وعدم وجود فرق بينهم ولكن لتعميم هذه الفكرة يلزم اشتراط وجود أستاذ جامعة أو عضو هيئة تدريس لديه دراسة وخبرة عن كيفية التعامل معهم وكيفية توصيل المعلومة له والتكليفات العلمية فتوفير ذلك للطالب من أعضاء هيئة التدريس سوف يؤدي للتخفيف من الإعاقة ورفع الروح المعنوية لديهم بالاضافة للقدرة علي التعامل معهم يجب عمل امتحانات تتفق مع نوع الإعاقة ولابد من أجهزة وأدوات في المكتبة الجامعية تتفق متطلبات المعاقين وتوفير أنشطة جامعية متاحة لهم.
فيجب أن تراعي نوع الإعاقة للسماح لدخول التعليم الجامعي لذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك توفير الأستاذ الجامعي المتخصص وصاحب الخبرة في توصيل المعلومة لذوي الاحتياجات الخاصة وتجهيز المكتبة الجامعية بكل ما يحتاجه المعاقون ووضع المناهج والمواد التعليمية بما يتفق مع قدراتهم وكذلك وضع الامتحانات بما يتناسب مع إعاقتهم وتوفير الأنشطة الترفيهية والثقافية لهم وهنا يتم إذابة الفارق بينهم وبين الطلاب العاديين.
اتفقت معه في الرأي الدكتورة هناء أبوشهبة أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر مؤكدة أن فكرة دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعليم الجامعي المصري فكرة رائعة ولكن لابد من مراعاة نوع الإعاقة فالإعاقة أنواع ذهنية وحسية وجسمانية والإعاقة الجسمانية لا تمنع ادماج الطالب المعاق في التعليم الجامعي طالما يمنع نسبة الزكاء التي يتمتع بها الطالب العادي أي يوجد تعادل في نسبة الزكاء والإعاقة الحسية مثل البصر والعمي فهي أيضا لا تمنع من الدخول والالتحاق بالتعليم الجامعي فهناك عدد كبير لدينا في جامعة الأزهر من الطلاب المعاقين والمتفوقين فما الذي يمنع من التحاقهم بجميع الجامعات المصرية.
أشارت إلي أن الاعاقة الذهنية هي التي لا يمكن السماح لها بدخول التعليم الجامعي لأنها لها حدود وهناك نسبة ذكاء معينة يتطلب توافرها لدخول المرحلة الثانوية والجامعة ففي المرحلة الابتدائية حدث دمج بالفعل للطلاب المعاقين ذهنياً ولكن في بعض المدارس ونجم عنها بعض الاضطرابات لاختلاف الأفكار بين الطلاب وبناء عليه تم تخصيص مدارس للتربية الفكرية حسب نسبة الذكاء.
أما عن الإعاقة الحركية فتؤكد الدكتور هناء أبوشهبة أنه يمكن بالفعل دمج الطلاب ذوي الإعاقة الحركية في التعليم الجامعي خاصة أن الشعب المصري عطوف وعطاء ولا يسبب لهم ألماً نفسياً وسوف يقدم لهم سبل المساعدة بطرق حساسة لا تجرح أحاسيسهم ونفسيتهم مما يساعد علي علاجهم وانخراطهم في المجتمع التعليمي الجامعي.
أوضح الدكتور محمد حسني مدير معهد السمع والكلام أن فكرة دمج متحدي الإعاقة بالجامعات المصرية وبالفعل تم عمل بروتوكول تعاون بين وزارة التربية والتعليم ومعهد السمع والكلام لزرع قوقعة سمعية لعدد من الطلاب متحدي الإعاقة وتم سماعهم بشكل عادي وبناء عليه تحسنت لديهم عملية النطق والكلام وأصبحوا طبيعيين جداً.
وتم دمجهم وادخالهم المدارس العادية وادخال الطلاب المعاقين للتعليم الجامعي يستلزم دخولهم الكليات التي تتناسب مع إعاقتهم ومتي استطاع الطالب الالتحاق بكلية الهندسة وكليات القمة والدراسة بها فلا يوجد ما يمنع دخولهم مع وضع بعض التسهيلات لهم في العملية التعليمية والتعامل مع الطالب بما تسمح له قدراته العقلية فلابد من مساعدة الطالب في الالتحاق بالكلية التي تتفق مع قدراته الجسمانية والعقلية ولا تكون الإعاقة عائق له في الالتحاق بالكلية طالما قدرته العقلية تسمح بذلك.
قال د.سمير عبدالفتاح أستاذ علم الاجتماع إنه عند تطور الأبحاث والدراسات وجدوا ضرورة تطبيق الدمج علي الطلاب ذوي الإعاقة الذهنية حتي تتم الاستفادة بهم علي الوجه الأكمل خاصة وأنهم لم يكونوا يدخلون الجامعات.
يري أن صدور قرار الدمج في الجامعات هو القرار الأمثل ويجب علي الكليات تذليل العقبات التي تواجه طالب الدمج وعلي الأستاذ تحقيق العدالة بين جميع الطلاب ومساعدة طلاب الدمج في المواد العلمية التي لا يستطيعون فهمها.
وأشار إلي أنهم يبذلون جهداً خارقاً لكي يستطيعوا الوصول إلي المكانة التي يرغبونها.
أضاف د.يونس عقل وكيل كلية التجارة جامعة حلوان أن الكلية وضعت قواعد معينة لطلاب الدمج وهي أن يكون أحد طلاب الدمج عضوا في اتحاد الطلبة ويكون طالب دمج مسئول عن جميع زملائه وتخصيص جزء من الرحلات لهم والسماح لهم بالحضور في المحاضرات مع أقرانهم الأسوياء علي أن يقوم الدكتور بتنظيم محاضرات خاصة بطلاب الدمج في نهاية التيرم لشرح المادة وتذليل النقاط الصعبة أمامهم.
وأوضح أنه يتم وضع نمط معين خاص بهم مثل اختيار الإجابة الصحيحة أو وضع علامة صح وخطأ مثل الامتحان الذي أدوه في الثانوية العامة.
أشار إلي أن طلاب الدمج تم قبولهم في الكلية منذ عامين فقط وأنه حريصون علي حضور المحاضرات والاشتراك في الأسر الاجتماعية ويحصل علي حقوقه مثل أقرانه تماماً.